براء جرجنازي
عدد المساهمات : 254 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| موضوع: رواية الطائرة المفقودة(2 الإثنين أبريل 25, 2011 10:28 am | |
| رواية الطائرة المفقودة(2) |
| ما ان انصرفت اوليف بيترتون حتى استدعي الزائر الذي كان في الانتظار إلى مقابلة مستر جيسوب. قال الزائر وهو يستوي جالسا على احد المقاعد : - إني الميجور غلايدر ، وهاك خطاب تعريف من السفارة الأمريكيه. جرى جيسوب بعينيه على سطور الخطاب في نظرة سريعه ، ثم وضعه أمامه على المكتب وسأله: - أية خدمة استطيع ان اؤديها لك يا ميجور ؟! - إنني قادم لتوي من الولايات المتحدة وقد اتيت إليك أسألك عما إذا كانت لديك أنباء جديده عن توماس بيترتون الذي اختفى اخيرا بطريقة مثيره ، إن المرء لا يستطيع ان يصدق دائما ماتنشره الصحف ، وقد قيل لي انك الوحيد الذي لديه معلومات موثوق بها . فقال جيسوب : - يؤسفني أنه ليست لدي معلومات مؤكدة عن بيترتون. - لقد خطر لي أنه ربما أوفد إلى الخارج في مهمة خاصه. مهمة سريه. فقال جيسوب في كلمات متمهله : - إن بيترتون ياسيدي العزيز مجرد عالم وليس دبلوماسيا او عميلا سريا. استطرد الميجور غلايدر باللهجة الجديه نفسها : - إن الألقاب كثيرا ماتكون خداعه يامستر جيسوب ولعلك الآن تتساءل عما يدفعني إلى الاهتمام بهذا الموضوع .. إن توماس بيترتون يمت إلي بصلة القربى عن طريق الزواج . - إنك فيما اعتقد ابن اخت البروفسور مانهايم؟ - آه إنكم هنا تتحرون عن كل إنسان . فغمغم جيسوب باسما : - إن الناس يأتون إلينا هنا ويفضون بما لديهم ، لقد كانت المسز بيترتون هنا وهي التي اخبرتني بهذا وقالت أيضا أنك بعثت إليها برساله. - نعم .. كتبت إليها اعزيها واسألها عما إذا كانت لديها انباء جديده. واستطرد الميجور غلايدر يقول: - إن امي هي الأخت الوحيده للبروفيسور مانهايم، وكانا شديدي التعلق كلاهما بالآخر ، وعندما كنت طفلا كنت اقضي معظم الوقت في بيت خالي ، وكانت إلزا بالنسبة لي بمثابة اخت شقيقه وعندما مات ابي وامي انتقلت للإقامة في بيت خالي وكانت اياما سعيده ثم جاءت الحرب بويلاتها ومآسيها ، وهرب خالي وإلزا إلى امريكا اما انا فبقيت في بولندا وانضممت إلى المقاومة السريه ، وبعد ان وضعت الحرب أوزارها سافرت إلى الولايات المتحده لأزور خالي وابنة خالي ، هذا هو كل شيء. وتابع الحديث قائلا: - وبعد ان فرغت من انجاز المهام التي أوكلت إلي في اوروبا قررت ان استقر في الولايات المتحده بصفه دائمه لأكون على كثب من خالي وابنة خالي وزوجها ، ولكن ، وا أسفاه !! ماكدت اصل إلى أمريكا حتى مات خالي في حادث سياره ثم ماتت إلزا ابنة خالي ، اما توماس بيترتون زوج ابنة خالي فرحل إلى انجلترا وتزوج للمرة الثانيه ، وعدت أنا كما كنت من قبل بغير اسرة ارتبط بها ، وعندئذ قرأت في الصحف نبأ اختفاء العالم الشهير توماس بيترتون ، فحضرت إلى انجلترا لأرى مايمكن عمله . وتراخى الميجور غلايدر في مقعده وقال متسائلا: - مستر جيسوب ، لماذا اختفى بيترتون؟ فقال جيسوب: - تمنيت لو اني عرفت . - ولكنك تشتبه في شيء ما على الأقل ؟! فقال جيسوب في حذر : - هذا جائز فاختفاء بيترتون ليس الأول من نوعه . - هذا صحيح فقد قرأت عن الكثير من حوادث الاختفاء. واخذ الزائر يشير في كلمات سريعه إلى عدد من حوادث الاختفاء التي وقعت في العهد الأخير ثم عقب بقوله : - وكلهم من العلماء ، أليس هذا غريبا؟ لبث جيسوب صامتا . فاستطرد الميجور جلايدر: - اتراهم ذهبوا إلى ماوراء الستار الحديدي؟ - هذا احد الاحتمالات ولكنه ليس احتمالا قاطعا ، فمن المستحيل انهم انضموا إلى إحدى الجماعات السريه الفاشستيه او انهم ضاقوا بعملهم . - ولكنهم طبعا ذهبوا طواعيه واختيارا؟ فقال جيسوب: - حتى هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه. ثم اردف : - ولكن ماهو سر اهتمامك ببيترتون، وهو بالنسبة إليك ليس إلا مجرد نسيب عن طريق الزواج؟ بل إنك لم تقابله ابدا في حياتك . - هذا صحيح ولكن الأسره عندنا معشر البولنديين من الروابط الوثيقة وهي تفرض علينا التزامات لانملك ان نتحلل منها . ونهض جلايدر واقفا واحنى رأسه تحية في جفاء وقال: - يؤسفني ان شغلت من وقتك اكثر مما ينبغي ، شكرا على انك قابلتني نهض جيسوب واقفا وهو يقول : - يؤسفني انني لم استطع ان اساعدك ولكني احب ان اؤكد لك اننا لا نعرف شيئا على وجه اليقين، ولكن إذا بلغني اي نبأ فأين يمكن ان اتصل بك ؟ - طرف السفارة الأمريكيه ، واكرر لك الشكر. وللمرة الثانيه انحنى تحية واستدار منصرفا. ورفع جيسوب سماعة التليفون يدعو الكولونيل هوارتون إلى مكتبه . وابتدره جيسوب قائلا: - اخيرا بدأت الأمور تتحرك . - حقا وكيف حدث هذا ؟! - مسز بيترتون تريد ان تسافر إلى الخارج. - أتراها تنوي ان تلحق بزوجها ؟ - هذا ما ارجوه ، لقد جاءتني مزوده بتقرير طبي ينصحها بالسفر طلبا للراحه والاستجمام. - تدبير محكم منها. فقال محذرا: - ومع ذلك فقد تكون حقا مقبله على انهيار عصبي . تساءل هوارتون: - هل استطعت ان تنتزع منها شيئا؟ - مجرد بادره ضعيفه، بيترتون كتم عن زوجته انه تناول الغداء في فندق دورسيت مع هذه المرأه المدعوه سبيدر. فغمغم هوارتون قائلا: - اتعتقد ان لهذا صلة باختفائه؟ - ربما فقد سبق ان استجوبت كارول سبيدر، امام لجنة فحص النشاط المعماري لأمريكا / وإن كاننت قد استطاعت ان تثبت براءتها. - وهل اتصلت مسز بيترتون بإحد فأصدر إليها تعليماته بالسفر إلى الخارج ؟! - لم يزرها احد في بيتها وان كانت قد تلقت بالأمس خطابا من رجل بولندي هو ابن خالة بيترتون الأولى وقد كان هنا في مكتبي منذ قليل يستفسر عما لدي من أنباء. - أيكون هو الذي حرضها على السفر؟ - هذا محتمل وإن كنت لا ادري الحقيقه - وهل تنوي ان تضعه تحت المراقبه ؟ فأجاب جيسوب : - بل وضعته فعلا ، فقد دققت الجرس السري مرتين بمجرد خروحه من مكتبي .. فضحك هوارتون قائلا : - يالها من رموز سريه تفيد في حالات الاستعجال . وعاد هوارتون يتساءل : - وإلى أية جهة تنوي بيترتون أن تسافر ؟ إلى سويسرا؟ - بل إلى مراكش او اسبانيا وقلب جيسوب بطرف اصبعه التقارير المكدسة امامه وقال: - هذان هما البلدان الوحيدان اللذان لم يرد إلينا منهما أي تقرير عن بيترتون. وتراخى جيسوب في مقعده وأسند رأسه على ظهر المقعد وهو يقول: - إنني لم اقم بعطلة منذ شهور ولعل مما يفيد صحتي ان أسافر إلى الخارج هذه الأيام .. فضحك هوارتون وقال : - طبعا إلى مراكش او اسبانيا، وفي اعقاب مسز بيترتون . والتقت نظراتهما في تفهم كامل وللقصة بقيه انتظروها |
| |
|